لقاءات نادرة تكشف أسرار الأديب العالمي "نجيب محفوظ" ومسيرته
هند عزام
في لقاء نادر للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ مع الإعلامية ليلى رستم ببرنامج "نجمك المفضل" على شاشة التليفزيون المصري، تحدث محفوظ عن بداياته وسبب تمسكه بالوظيفة وأجاب عن أسئلة جمهور الاستديو.
ربما يعجبك
وفي مقدمة البرنامج قامت الإعلامية ليلى رستم بتقديم البطاقة الشخصية للضيف، كما كان متبعًا في كل حلقة، وأشارت إلى أن نجيب محفوظ من مواليد الجمالية وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة وتدرج في المناصب الحكومية.
وكشف نجيب محفوظ عن سر تمسكه بالوظيفة وقال "مصدر رزق"، وينظم حياته بين العمل والكتابة، وعن تمسكه بمكتبه القديم الذي كان يذاكر عليه قال "بتفائل بيه."
وأشار نجيب محفوظ إلى أن بدايته كانت بكتابة الروايات التاريخية لأنها كانت سأئده في ذلك الوقت، وهذا ما كان يتم قراءته ولأنها استهوته وكان من خلال الروايات التاريخية يكتب واقع الحياة.
ولفت نجيب محفوظ إلى أهم الكُتاب الذين تأثر بهم، وقال تتلمذت على يد دكتور طه حسين والعقاد والمازني وتوفيق الحكيم.
وتابع تعلمت من العقاد الحرية في كل شيء سواء السياسة أو غيرها، مشيرا إلى اعتقال العقاد لمدة عام سنة 1930 لتهكمه على الملك فؤاد، وقال العقاد فهمنا أن للأديب كرامته والأدب رسالة روحية مقدسة، كنا في الثانوية نعتقد أن أدب النثر هو إما للتقرب للساسة أو للحصول على المال.
وتطرق إلى اهتمامه بوجود الشخصية الصوفية بروايته نظرا لطبيعة المجتمع وأن كل شخص لديه جانب من الصوفية، لافتا إلى استخدامها كرمز فإحدى الشخصيات قصد بها الزمن.
وفي لقاء آخر أجراه الإعلامي جمال الشاعر مع الأديب العالمي للاحتفال عقب حصوله على جائزة نوبل، أشار نجيب محفوظ إلى أن الهجوم على رواية "أولاد حارتنا" التي أثارت جدلا شديدا يرجع إلى خطأ القراءة، ومن اعتبر انه يرمز الأنبياء فنرى أن الرواية أشارت للشخصيات بأنهم أبطال قاموا بفعل الخير للحارة.
ولفت إلى أن الهجوم تجدد على الرواية عقب ثلاثين عاما بعد حصوله على نويل، نافيا الادعاءات بكونها السبب الرئيسي للحصول على الجائزة بل ذكرت في نهاية التقرير.
وكشف محفوظ أثناء اللقاء عن أول أجر حصل عليه عن كتابته وكان "جنيها."
يذكر أن نجيب محفوظ ولد في حي الجمالية، في 11 ديسمبر 1911، ووالده "عبد العزيز إبراهيم"، الذي كان موظفًا، ووالدته هي "فاطمة مصطفى قشيشة"، ابنة الشيخ "مصطفى قشيشة"، وهو من علماء الأزهر.
كان نجيب محفوظ أصغر إخوته، ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سنًا إليه كان عشر سنواتٍ، فقد عومل كأنه طفلٌ وحيد، كان محفوظ عمره 7 أعوامٍ حين قامت ثورة 1919، والتي أثرت فيه وتذكرها فيما بعد في بين القصرين أول أجزاء ثلاثيته.
التحق محفوظ بجامعة القاهرة في 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.
وتدرجت مناصبة الوظيفية حيث عمل "سكرتيرا برلمانيا" في وزارة الأوقاف (1938– 1945).. ثم مديرا لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954 ومديرا للرقابة على المصنفات الفنية في وزارة الثقافة.
في 1960 عمل نجيب محفوظ مديرًا عامًا لمؤسسة دعم السينما. ومستشارا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون. وآخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (1966– 1971). وتقاعد بعدها ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
كانت رواية "أولاد حارتنا" واحدة من أربع رواياتٍ تسببت في فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، كما أنها كانت السبب المباشر في التحريض على محاولة اغتياله من قبل المتطرفين.
في 21 سبتمبر 1950 بدأ نشر رواية "أولاد حارتنا" مسلسلةً في جريدة الأهرام، وثم توقف النشر في 25 ديسمبر من العام نفسه بسبب اعتراضات هيئات دينية على "تطاوله على الذات الإلهية"، لم تُنشر الرواية كاملة في مصر في تلك الفترة، واقتُضى الأمر ثماني سنين أخرى حتى تظهر كاملة في طبعة دار الآداب اللبنانية، والتي طبعتها في بيروت عام 1967. وأُعيد نشر أولاد حارتنا في مصر، في عام 2006،
في أكتوبر 1995 طُعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قررا اغتياله، لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل.
تُوفي نجيب محفوظ في 29 أغسطس 2006 عن عمر ناهز 95 عاما أثر قرحة نازفة بعد عشرين يومًا من دخوله المستشفى، لإصابته بمشكلات صحية في الرئة، والكليتين. وكان قبلها قد دخل المستشفى في يوليو من العام ذاته لإصابته بجرح غائر في الرأس إثر سقوطه في الشارع.
جوجل نيوز
