تعرف على الفريق الذي تم تهديده بالقتل قبل نزوله الملعب
الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني، الذي أسس الحزب الفاشي، أعطى كل اهتمامه في ثلاثينيات القرن الماضي لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم في إيطاليا عام “1934” بأي ثمنٍ، وبالفعل لعبت الضغوط والأموال دوراً رئيسياً، وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم وقتها “فيفا” منح النهائيات إلى إيطاليا، ولعب التحكيم غير العادل - بضغوط من موسوليني - دوراً عظيماً في فوز إيطاليا بالكأس حصلت إيطاليا على حق تنظيم المونديال، وقام بتنظيم كأس العالم خلال تلك الدورة امتنعت أوروجواي عن الانضمام رفضًا لديكتاتورية إيطاليا وعدم سفرهم إلى أمريكا الجنوبية في النسخة الأولى.
ورغم أن موسوليني لم يكن مولعًا بكرة القدم، إلا أنّه اكتشف أهمية البطولة في تجميل صورته ومنحه إنجازًا ولو وهميًا.
وأعتمدت إيطاليا على التجنيس، وقررت ضم كل أرجنتيني من أصول إيطالية حال تواجد في إيطاليا، ومن هنا كان من الصعب لأكثر من لاعب من منتخب التانجو السفر إلى هناك. كان موسوليني مسؤولًا عن كل شيء في البطولة، فهو من اختار الحكام وتقسيم الفرق، كما هدد المدرب فيتوريو بوتزو حال لم تحصل إيطاليا على البطولة بقوله: "أنت المسؤول الأول، إن فشلت فليكن الرب في عونك".
أجبر موسوليني اللاعبين على أداء التحية الفاشية في كل مباراة كونه موجودًا في المدرجات باستمرار. البطولة كانت بنظام الإقصاء المباشر، تجاوزت إيطاليا الولايات المتحدة في أول مباراة بنتيجة 7-1 ثم واجهت إسبانيا في مباراة صعبة للغاية. تعادل الفريقان بهدف لمثله لتنتهي المباراة وتعاد في اليوم التالي، ليفوز المنتخب الإيطالي بهدف في مباراة شهدت إلغاء هدفين صحيحين لإسبانيا بداعي التسلل وعنف قوي من إيطاليا تحت أنظار الحكم السويسري ريني ميرسيت.
وقيل إن ميرسيت تناول الطعام عشية اللقاء مع موسوليني، ولكن حتى لو لم يكن الأمر صحيحًا، فالحكم السويسري عوقب بالإيقاف مدى الحياة بعد المباراة.
كان التخطيط وقتها أن يكون النهائي بين ألمانيا وإيطاليا، أو بين هتلر وموسوليني، لكن تشيكوسلوفاكيا أطاح بالمنتخب الألماني من نصف النهائي وتأهل لمواجهة الإيطالي الذي فاز بهدف غير شرعي على النمسا.
أقيم حفل للاعبي إيطاليا وارتدوا الزي العسكري وقتها، ونزلوا اللقاء النهائي بشعار الفوز أو الموت بوجود الحكم ذاته الذي قاد لقاء النمسا في نصف النهائي.
وتغاضى الحكم عن ركلة جزاء واضحة في الشوط الأول لتشيكوسلوفاكيا، حتى أن موسوليني بين الشوطين عنّف لويس مونتي، مدافع إيطاليا، وأكد له أن الاتفاق مع الجكم كان التغاضي عن مخالفة واحدة ولو تكررت سيحتسبها.
فازت إيطاليا بالمونديال الأول في تاريخها وأقيمت الاحتفالات تحت أعين موسولويني. وفي 1938، وصلت إيطاليا للنهائي الثاني على التوالي في فرنسا لتواجه المجر.
ورغم أنّ البطولة لم تكن تحت إشراف موسوليني، إلا أنّه في اللقاء النهائي وقبل خوض المباراة النهائية أمام المجر، أرسل برقية إلي لاعبي إيطاليا تحمل عبارة مختصرة «الفوز أو الموت»، وكان لهذا التهديد صدي في نفوس اللاعبين الإيطاليين وساهم بفوز إيطاليا بأربعة أهداف لهدفين وسجل سيلفيو بيولا هدفين لإيطاليا وحصل علي أفضل لاعب في البطولة، لتنطلق احتفالات كبيرة بين عناصر المنتخب الفائز علي ملعب اولمبيك دي كولومبوس بالعاصمة الفرنسية باريس وبحضور 45 ألف متفرج، ليس فقط بأنه أصبح أول فريق ينجح في الدفاع عن لقب المونديال، لكن لأنهم ضمنوا البقاء على قيد الحياة، بل إن عدداً من لاعبي الفريق المجري كانوا على وشك الانضمام للاحتفالات الإيطالية بالانتصار.
ورغم نفي بعض اللاعبين هذه الواقعة، إلا أنّ الحارس المجري أنتال سزابو تحدث عن اللقاء وقال: "لأول مرة لا أكون حزينًا بعد الهزيمة، سمعت أن موسوليني هدد اللاعبين بالقتل. خسرنا المباراة ولكن أنقذنا روح 11 إنسانا".



