الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مرض مناعي غير معدٍ يصيب مليون مصري

بوابة روز اليوسف

أطلق منظمو اليوم العالمي للصدفية، حملة ضخمة هذا العام تحت شعار "لعلمك" لتسليط الضوء على خطورة نقص المعلومات حول المرض، مما ينعكس سلبيًا على المرضى، ولعل اطلاع المجتمع على حقيقة عدم انتقال مرض الصدفية عن طريق اللمس، أو الاتصال الوثيق، فهو ليس مرضًا معديًا، الأمر الذي يقلل من الوصمة والتمييز والاستبعاد للأشخاص الذين يعيشون مع الصدفية.

 

 

 

ويؤكد الخبراء، أن "الصدفية"، أحد أمراض المناعة الذاتية، ويشكل المرض حملًا ثقيلًا، جسديًا، واجتماعيًا، وعاطفيًا، واقتصاديًا، بل إن هناك معركة محتدمة تحدث داخل جسم المريض لا يظهر منها على سطح الجلد، سوى البقع السميكة المتقشرة، ورغم أنه مرض مزمن، إلا أن هناك علاجات جيدة تستهدف جهاز المناعة والجلد، وللمساهمة في تصحيح المعلومات وأهميتها قررت شركة أدوية عالمية تعمل في مجال علاجات الأمراض المناعية، المشاركة في فعاليات هذا العام باليوم العالمي للصدفية، من خلال رفع التوعية وإلقاء الضوء على استمرار معاناة المرضى، وضرورة تقديم أفضل رعاية صحية لهم.

 

ويقول الدكتور محمود عبد الله، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية، كلية طب جامعة عين شمس، إنه حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي كان ينظر لمرض الصدفية على أنه مرض جلدي غير معروف السبب، ولكن في نفس الفترة تم اكتشاف سبب الصدفية الرئيسي، الذي يعود إلى خلل في جهاز المناعة، وأن الأدوية المثبطة للمناعة، قد تؤدي إلى تحسن كبير للمرض.

 

 

 

وأضاف، أن مرض الصدفية يصيب من ١ إلى ٣٪؜ من البشر حسب الاحصائيات العالمية، ويعتقد أن خللًا مناعيًا ناتجًا عن بعض الجينات قد تؤدي إلى ظهور المرض، مشيرًا إلى أنه مرض غير معد، ولكنه يورث للأبناء فإذا كان أحد الأبوين مصابا بالصدفية، فإن احتمال إصابة الأبناء ١٤٪، وفي حالة إصابة الوالدين معًا فإن احتمالية إصابة الأبناء تصل إلى ٤١٪. وأكد أن نتائج الأبحاث العلمية كشفت أن الخلل المناعي لا يصيب الجلد فقط، ولكن قد يصيب المفاصل والأمعاء، ونتيجة الخلل المناعي يصبح مريض الصدفية في حالة عدم علاجه أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكر، والذبحة الصدرية، والسكتة الدماغية، وتراكم الدهون على الكبد، ولذلك فإن الصدفية تعتبر مرض جهازي يصيب عدة أجهزة بالجسم، ولكنه في كل الأحوال غير معدٍ.

 

وعلى صعيد آخر، أكد الدكتور عماد الدين الجمل أستاذ الأمراض الجلدية جامعة الأزهر، ورئيس الجمعية المصرية للصدفية أن مرض الصدفية ينقسم إلى ٣ حالات، خفيفة، ومتوسطة، وشديدة، مشيرًا إلى أن كل حالة لها علاجها المخصص ليناسبها، مما يساعد على سرعة عودة المريض إلى طبيعته النفسية، والاجتماعية، والجسدية، فهناك الدهانات، والأدوية الفموية، والحقن.

 

وأضاف، أن مرض الصدفية مرض مناعي غير معد، ويعود لأسباب وراثية، وجينية، والتاريخ العائلي، وتشخيصه مبكرًا يجنب المريض مضاعفاته التي قد تصل إلى التهاب المفاصل، مما يؤثر على دراسته، وعمله، وحياته اليومية بشكل ملحوظ.

 

وأشار إلى أن النظم الغذائية الجيدة لها دور كبير في الحد من شدة مرض الصدفية، وتحسن استجابة المرضى للعلاج، مؤكدًا أن النظم الغذائية التي تعتمد على الفواكه والخضروات هي الأفضل لهؤلاء، كما أن السمنة، والتدخين يؤثران سلبيًا على مرضى الصدفية، ويزيدان من شدة المرض.

 

وأوضحت الدكتورة مهيرة حمدي السيد، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس، وعضو جمعية الصدفية الدولية، ورئيسة الجمعية المصرية للأمراض الجلدية، أن الصدفية مرض مزمن غير معد طبقًا لبيان منظمة الصحة العالمية عام ٢٠٠٦، وفي بيانات أخرى أكدت أن مرضى الصدفية نسبتهم تزداد عالميًا، خاصة في بعض الدول، مشيرة إلى أن مريض الصدفية يعيش حالة من التعاسة والمعاناة طوال عمره، فهو مرض ليس له علاج، ولكن يمكن السيطرة عليه عن طريق العلاج المستمر، ويعتبر المظهر السيئ للجلد أحد أكبر ما يعانيه مرضى الصدفية، ولكنه ليس الوحيد، حيث يعاني المريض من حكة شديدة، وآلام مبرحة، والتهاب بالمفاصل في بعض الحالات، مما يؤثر على الحركة، كما أنه يعانى بشدة من الناحية المعنوية والنفسية والجسدية، ويمتد التأثير لأسرته، وكل من حوله، ويحتاج لعناية خاصة من الجميع وعلى رأسهم الدولة، وفيما يتعلق بالعلاج فإن فرص المرضى حاليًا أفضل كثيرًا، حيث ظهرت أدوية بيولوجية حديثة يمكنها توصيل المريض لحالة من صفاء الجلد الكامل، وهو نوع من الإعجاز بالنسبة للمريض، ولكنه علاج باهظ الثمن، ويحتاج إلى دعم من الدولة، خاصة أن العلاج يجب أن يستمر مدى الحياة.

 

وأكد الدكتور عاصم فرج، أستاذ الأمراض الجلدية، كلية طب جامعة بنها، أن التشخيص المبكر بالوسائل الحديثة، والعلاج بالأدوية الجديدة تشكل خط الدفاع الأمثل لعلاج مرضى الصدفية، وتحقيق نتائج مذهلة، مشيرًا إلى أن مرض الصدفية يؤثر بشكل عام سلبيًا على الصحة العامة للمريض، حيث يؤثر على المفاصل، والأوعية الدموية، والقلب، كما أن السمنة لها دور كبير في شدة المرض وخفضها ينعكس إيجابيًا على العلاج.

 

وأوضح أن أحدث وسائل التشخيص، تتركز على منظار متطور لفحص الأمراض الجلدية، لافتًا إلى أن مريض الصدفية، أصبح يمكنه ممارسة حياته بشكل طبيعي على كل الأصعدة، خاصة أنه مرض غير معدٍ، كما أن توافر العلاج البيولوجي غير شكل المرض، وأصبح يمكن السيطرة عليه بشكل جيد.

 

ومن جانبه قال الدكتور رامز محسن، المدير التنفيذي لشركة الأدوية لشمال شرق إفريقيا والأردن، يتم بذل جهود ضخمة في مجال البحوث، والتطوير، لضمان توفير علاجات حديثة تلبي حاجة مرضى الصدفية، ونشارك في فاعليات اليوم العالمي لمرض الصدفية، للمساهمة في رفع الوعي المجتمعي بالمرض، والتأكيد على أنه مرض مناعي غير معدٍ، وذلك بهدف رفع المعاناة التي تشكل عبئًا كبيرًا على مرضى الصدفية، فيما أكد على حق المريض في الحصول على أحدث العلاجات، ليتمكن من القيام بدوره في المجتمع بشكل فعال وإيجابي.

 

​​​​​​

 

 

تم نسخ الرابط