داخل "زجاجة خشبية".. "إبراهيم" يبيع عصائر رمضان بالمنصورة.. "الشغل مش عيب"
داخل مجسم خشبي يشبه الزجاجة، يقف إبراهيم سليمان صاحب الـ٢٢ عامًا، يبيع العصائر المثلجة بأحد ميادين منطقة توريل بمدينة المنصورة، رغبة في تحقيق حلم طال انتظاره، بأن يصبح له مشروعه الخاص.
رفض سليمان الاستسلام، ورسم لنفسه طريقًا بعيدًا عن مجال دراسته، فهو طالبًا بكلية التجارة جامعة المنصورة، لكنه منذ سنوات يحلم بامتلاك محل عصائر يحمل اسم "solly jouce"، وتسجيله كعلامة تجارية خاصة به.
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، هكذا سعى الشاب العشريني ووضع أول نواة نحو مستقبله وحلمه، وافتتح كشكًا صغيرًا لبيع العصائر، مستغلًا إقبال المواطنين على المشروبات خلال شهر رمضان.
يروي سليمان بداية مشروعه، ويقول إنه استمد الفكرة من مشروع "شارع ٣٠٦" الموجود بشارع الجيش بمدينة المنصورة، والذي يعتمد على منح أكشاك خشبية للشباب بهدف توفير فرص عمل لهم.
ويضيف أن الأكشاك مصنوعة بشكل تقليدي، ولا تعبر عن المنتجات التي تباع بها، وهو ما دفعه لتنفيذ نفس الفكرة ولكن بشكل مختلف، وقرر تصميم الكشك على شكل زجاجة عصير، لإضفاء لمسة مميزة وشكلًا جماليًا يعبر عن المنتج الذي يبيعه.
أسبوع واحد كان كافيًا ليُخرج "سولي" مشروعه للنور، حيث توجه لرئاسة حي شرق، واستخرج كافة التراخيص اللازمة، وقدم الاوراق المطلوبة ومنها فيش وتشبيه، وشهادة صحية، وصورة البطاقة، وحصل على تصريح بائع متجول.
وفي بداية عمله واجه الشاب سيلًا من السخرية من المقربين له، وأطلق بعضهم عليه "إبراهيم خروبة"، لكن إرادته القوية جعلته يقهر كل ذلك، واعتبره حافزًا وتحديًا للنجاح، وهو ما حققه بعد ١٥ يومًا من افتتاح المشروع، وبات حديث أهالي المنصورة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وشهد إقبالًا كبيرًا، وإشادة بجودة المنتجات.
وداخل الزجاجة الخشبية، يقدم سليمان عصائر مختلفة بأسعار في متناول الجميع، مثل الخروب، والسوبيا، والتمر الهندي، والعرقسوس، والليمون بسعر ١٠ جنيهات، وليمون نعناع، وعتاب بسعر ١٥ جنيهًا، ومانجو، وتوت، وبطيخ طبيعي بسعر ٢٥ جنيهًا للزجاجة.
ويسعى "سولي" لتطوير كشك العصائر الخاص به، واختراع أنواع جديدة غير تقليدية، وتسجيل إسم "solly juice" كعلامة تجارية، وفتح فروع في جميع المحافظات.