إتيكيت الاعتذار.. 5 قواعد لـ"فن التأسف" عند الخطأ
الاعتذار ليس كما يتصور البعض أمراً سهلاً وبسيطاً، فالنطق بكلمة آسف أو تقديم أي شكل من أشكال الاعتذار لاستعادة أوضاع كانت قائمة على ود وثقة لا يستطيع الكثيرون فعله، فهي مسألة تحتاج إلى لباقة وحسن تصرف.
وتقول خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية دعاء بيرو،إن هناك من يعتقد أن الاعتذار أمر في غاية الصعوبة، إما لعدم قدرتهم على قول كلمة آسف أو لأنهم يجدون في الاعتذار تنازلاً بل وأحياناً ضعف في الشخصية، فذلك خطأ كبير لأن العلاقات الإنسانية يجب أن تتصف دائماً بالمرونة، لافتة إلى أن الاعتذار دليل الثقة بالنفس والقدرة على تحمل مسؤولية ارتكاب الخطأ، كما أن الاعتذار دليل على قوة الشخصية والقدرة على مواجهة المواقف المختلفة بشجاعة والإقدام على إيجاد الحلول المنطقية.
وتقدم دعاء بيرو إتيكيت الاعتذار وفن التأسف عند الخطأ، وذلك فيما يلي:
1- يجب أن نتفق أن الاعتذار أمر واجب مع القريب والغريب فلا نهتم بمن حولنا ونتجاهل الآخرين، فمثلاً الاعتذار المتبادل بين الزوجين لا يقلل من شأن أحدهما بل يزيدهم تفاهماً، ويساعدهما على تخطى المواقف دون ترك رواسب لدى أي منهما.
2- الاعتذار يجب أن يكون بنفس راضية ووجه بشوش يذيب جبال الثلج، بينما كلمة الأسف المقتضبة تبدو كتأدية الواجب الثقيل، ولا تحرز أي تقدم مطلوب.
3- مقياس الأسف هو حجم الخطأ فتصرف عابر غير مقصود يكفيه كلمة "عذرًا"، بينما الخطأ الكبير الذي قد يتسبب في أي ضرر يجب أن يكون الاعتذار بنفس الحجم.
4- اللجوء للاعتذار غير المباشر كتقديم هدية أو بوكيه ورد لا يمكن أن نعممه أو نلجأ له في جميع المواقف، فالأساس هو الاعتذار المباشر بكلمات واضحة، وربما يصاحبه بعض التوضيح لسوء التفاهم الذي حدث.
5- من المهم جداً تحديد الوقت والمكان المناسب للاعتذار، فالوقت المناسب يساعد على نجاح اعتذارك والحفاظ على علاقتك مع الشخص الآخر.
ومن بعض مواقف التي تستحق الاعتذار ما يلي:
- من الأخطاء الشائعة أن المتصلين بالهاتف عن طريق الخطأ لا يكلفون أنفسهم عناء الاعتذار، ويكتفون بإغلاق الخط في وجه المجيب، بينما من الضروري جداً أن نعتذر وننتظر أيضاً رد الطرف الآخر بقبول الاعتذار.
- عند الاصطدام بشخص في الطريق يجب الاعتذار مباشرة مع ابتسامة بسيطة، بدلاً من تجاهل الموقف تماماً وكأن شيئاً لم يكن.
- نفس الشيء بالنسبة لحوادث المرور، فالمخطئ عليه أن يعتذر مما يسهل الأمور كثيراً.
وأوضحت خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية أن التعبير الناجح لمعالجة الخطأ يكمن في الأذن اليمنى، حيث أفاد باحثون من جامعة بلنسية الإسبانية أنه عندما يشعر الإنسان بالغضب تصبح الأذن اليمني أكثر تقبلاً للصوت، وأنه لتهدئة الشخص الغاضب، يجب أن يتم النطق بكلمة الاعتذار في الأذن اليمني تماشيا مع الجزء الأيمن من الجسم الذي يسيطر عليه القسم الأيسر من الرأس، وذلك لقدرة الأذن اليمنى على نقل الأصوات بشكل أكبر عند الغضب، وذلك يرجع إلى أن الجزء الأيسر من المخ يستقبل، ويفهم الكلمات التي تأتي من الأذن اليمنى وفي حالات الغضب، يمكن سماع الأصوات التي تمر فيها بوضوح أكبر.



