مدرب الأسود الذي يصارع الموت
قال الكابتن محمد هاشم، مدرب الأسود، إن والده كان يعمل في مجال تدريب الأسود طوال عمره، وكان دائم الخوف علينا من تلك المهنة الخطيرة، وعند رؤيتي لشقيقتي الكبرى تتعلم تلك المهنة، بدأت مشاعر الغيرة تتحرك بداخلي، ودون علم والدي تسللت إلى المدربين أتوسل إليهم، للسماح بتدريبي مع أشبال الأسود التي أعرفهم ويعرفونني جيدًا.
جاء أبي ذات يوم وكان عمري ١٢ عامًا، وتفاجأ بوجودي مع الأسد، وأتذكر في هذه اللحظة جيدًا، وقد تملك الخوف مني، تجاه ردة فعل والدي، وماذا سيفعل بي وماذا أقول له؟!".
تدريب الأسود
يقول محمد هاشم، من هنا اكتسبت ثقة والدي ومنحي فرصة للتدريب أمام عينه، وتحت إشراف مدرب الأسود الشهير "ممدوح الحلو"، الذي وافته المنية منذ أيام، وظل خلال تلك السنوات متابعًا لخطواتي وعملي بجميع المحافظات، في "تدريب الأسود".
انطلقت في رحلتي وتدريبي، لمعرفة كيف يسيطر المدرب على هذا الحيوان المفترس، فلن يستطيع أحد السيطرة عليه، إلا بالشخصية القوية، وإظهار مشاعر الحب.
وخلال ١٥ عامًا قضيتها في تدريب الأسود، رأيت معها الكثير من "الإصابات"، أبرزها وأثناء عرضي لتحدي الفقرات "والرقص مع الأسد"، وعند ملامسته أذنه قام بالهجوم عليّ، وعند استنشاقه رائحة الدم، تحوّلت بالنسبة له إلى فريسة وليس مدربًا، فازداد الأمر خطورة.
وعلى الفور قام بعض العاملين بإطلاق النيران المطاطية لتشتيت انتباه الأسد، الذي يزيد وزنه على ٢٠٠ كيلو جرام، عندما يجري ليحتضن المدرب، فهو قادر على كسر ظهره، مما يدفع المدرب دائمًا بالحذر، والحفاظ على نفسه، وألا يقع على الأرض عند احتضان الأسد، وعدم تحمل وزنه الزائد.
قوة الأسد ووزنه قادران على تحطيم عظم الإنسان كاملًا مهما بلغت قوته، كما أن لديه "مخالب صلبة"، وعددها ١٨ مخلبًا في القدمين الأماميتين ١٠ و٨ فقط في القدم الخلفية، والمخالب مغطاة بحافظة قطيفة الملمس، حتى يستطيع السير عليها.
الأسود خلقت برئة واحدة
خلقت الأسود برئة واحدة، مما يجعلها قليلة المجهود قصيرة النفس، وذلك حكمة من الله، حفاظًا على العالم من تلك الحيوانات المفترسة، كما لا يوجد في جسدها غدد لإفراز العرق، فيخشى الأسد من التعرض للشمس بطريقة مباشرة. لذلك وجب على من يتعامل مع الأسد الحفاظ على نفسه.
تتناول مختلف أنواع اللحوم
والأسود تتناول مختلف أنواع اللحوم: “الغزال، العجول، الكلاب، القرود، الحمار الوحشي”، وغيرها.. أما هنا فنحن نقوم بتنويع اللحوم من خلال تقديم وجبات لحوم العجول، والفراخ، وأيضًا "السمك المخلي"، الذي نعمل على إخفاء رائحته بين اللحوم الأخرى، وذلك حفاظًا على سلامة معدته وجهازه الهضمي، كما أن تقوم إدارة السيرك ومدربو الأسود بعمل عمليات جراحية لهم إذا لزم الأمر، فاليوم نقوم بإجراء عملية "حشو عصب" لأحد أنياب الأسد، التي أهلكها سوسة الأسنان.
القضاء على "احتكار السوق"
ويختتم مدرب الأسود "محمد هاشم"، والمشرف على السيرك الروماني الروسي، الذي تقام فعالياته على أرض محافظة الإسماعيلية بنادي المنتزه ولمدة شهر من الآن حديثه قائلًا: ظل "سيرك" واحد فقط في القاهرة، محتكرًا للسوق ولا وجود لآخر في أي من المحافظات الأخرى، ومع اندلاع ثورة ٣٠ يونيو وقيادة رئيس الجمهورية، التي قضت على مفهوم "احتكار السوق"، وإلغاء المحسوبيات والوساطة، وفتح مختلف المجالات أمام الجميع، في مختلف القطاعات، من هنا أصبحنا نعمل، ونتنقل بالسيرك في مختلف محافظات الجمهورية، اليوم نحن في محافظة الإسماعيلية وفي سبتمبر نحن في محافظة السويس، ومنه إلى مختلف محافظات الجمهورية، والفضل لقيادة لا تعرف إلا العمل وفتح أسواق جديدة.
