السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

وزيرة البيئة تشارك في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي بمعهد التخطيط القومي

الدكتورة ياسمين فؤاد
الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن قضية تغير المناخ من القضايا الحتمية التي تحدد وجود البشرية على كوكب الأرض، مشيرة إلى أنه من هنا جاء اتفاق العالم على أهمية الإسراع من وتيرة الإجراءات، التي يمكن التخفيف بها من حدة حرارة الأرض والإبقاء على نسبة واحد ونصف درجة مئوية طبقا لأبحاث الهيئة الدولية الحاكمة لتغير المناخ وبعض الدراسات الأخرى من البنك الدولي والمنظمات الدولية بإسراع الوتيرة فيما يخص قضية التخفيف، مضيفة أن ما يهم البلدان النامية هو التكيف. 

 

وزيرة البيئة: مصر تقوم على دراسة لتأثير تغير المناخ في مصر وتحليل للوضع الراهن لآثار تغير المناخ على المسار والمستوى الاقتصادي والاجتماعي

 

جاء ذلك خلال كلمة ألقتها الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال مشاركتها فى الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي بالمعهد التخطيط القومي تحت عنوان "التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، حيث أعربت وزيرة البيئة عن سعادتها بتواجدها في هذا الصرح العملاق وبحضور رئيس المعهد ووزير التخطيط السابق الدكتور أشرف العربي، باعتباره من أوائل من بدأ فى الاعداد للاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة.

 

 

وأضافت وزيرة البيئة، أن المواطن أصبح يلاحظ الآن قضية التغيرات المناخية، من خلال كمية الأمطار التي لم تكن موجودة فى مثل هذا التوقيت والمنطقة تشهد هذه الأمطار على فترات زمنية متباعدة ولا بد أن يكون هناك نوع من انواع الأطر التي يمكن بها التسريع من وتيرة التصدى لآثار التغيرات المناخية، مضيفة أن العالم يشهد مناقشات حول موضعين أحدهما نمطي حول أن المتسبب في الانبعاثات هو من يدفع الثمن والمسؤولية المشتركة متباينة الأعباء وهذا الحوار قائم منذ سنوات بين الدول المتقدمة والدول النامية، ومجموعة العشرين هي السبب في 80% من انبعاثات العالم ومصر انبعاثتها أقل من 1% وإفريقيا أقل من 4% وبالتالي الدول النامية هى من تدفع الثمن ولم تحقق التنمية.

 

د. ياسمين فؤاد: نسعى من خلال مؤتمر المناخ COP27 لوضع البعد الإنساني 

 

وتابعت وزيرة البيئة أن هذه المناقشات تحدث على مستوى الأحداث الدولية لمؤتمرات المناخ وعلى مستويات تمويل المناخ وعدم وفاء الدول بتعهداتها على مستوى التخفيف والحفاظ على درجة حرارة الارض واحد ونصف درجة مئوية، وعلى مستوى التكيف، حيث تم مؤخرا بمؤتمر جلاسكو الاتفاق على البدء فى وضع هدف عالمي للتكيف وتقوم فكرته أنه لو لم يكن هناك رقم يمكن الوصول إليه لن نستطيع إقامة مشروعات يتم التوافق والموافقة عليها، مؤكدة أن هذا مسار تفاوضي سياسي بحت وله مدلوله وأهميته، باعتبار أن أي التزامات تأتي على مستوى الاتفاقيات الدولية التي تصدق عليها الدول تكون فى صورة اجراءات والتزامات لا بد من تنفيذها.

وتابعت وزيرة البيئة أن الحوار القائم حالياً نسعى من خلاله وضع الانسان او المواطن على رأس هذه القضية، وإشراك كل فئات المجتمع من المرأة والشباب والأطفال والخبراء والبحث العلمي والقطاع الخاص والبنوك والمجتمع المدني والحكومة، بحيث يؤدي كل منا دوره ويأتى أهمية ذلك  قبل استضافة مصر لمؤتمر التغيرات المناخية، مشيرة أنه تم البدء برفع الهيكل المؤسسي لقضية التغيرات المناخية ليكون رئيس المجلس الوطني للتغيرات المناخية هو دولة رئيس الوزراء لإحداث حوار على مستوى متخذى القرار لخلق حالة توازن بين ملف تغير المناخ والملف الاقتصادي والاجتماعي، مضيفة أنه تم العمل على إعداد أول استراتيجية وطنية لتغير المناخ حتى 2050 متضمنة الأبعاد الخاصة بالتكيف والتخفيف والتمويل والحوكمة والبعد الخاص بالبحث العلمي ويأتى دور المعهد القومى للتخطيط من هذا الجانب بحيث يصبح شريكا معنا.

 

وأضافت وزيرة البيئة أننا نقوم على دراسة لتأثير تغير المناخ فى مصر وتحليل للوضع الراهن لآثار تغير المناخ لجمهورية مصر العربية على المسار والمستوى الاقتصادى والاجتماعي مضيفة أن مصر من أوائل الدول على مستوى المنطقة العربية في ذلك، ومؤكدة على أهمية النظر في الإسراع من وتيرة إجراءات تغير المناخ، والذي يعود على تحقيق اجراءات الاستدامة واهداف التنمية المستدامة.

 

 

وأكدت وزيرة البيئة، أن قضية تغير المناخ تتقاطع مع كافة مناحي التنمية على المستوى الوطني ومجابهة تغير المناخ هي قيمة مضافة في إطار تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية للتنمية المستدامة وتنفيذ الالتزامات الخاصة بأهداف التنمية المستدامة الأممية، مشيرة أنه مع البدء فى إعداد الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ تم وضعها فى اطار الاستراتيجية المصرية رؤية مصر 2030 والربط بين أهداف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 والأهداف والمحاور الموجودة فى استراتيجية التنمية المستدامة 2030، والخطا الذي يحدث من الدول النامية بشكل عام هو عدم اتفاق واتساق السياسات والاستراتيجيات على المستوى الوطني وهو ما يقلل من المخرجات التي تسعى أي دولة لجني ثمار التنمية منها وضياع بذل جهود الدول على تنفيذ مشروعات قومية.

 

 

وأضافت وزيرة البيئة أنه فيما يخص مؤتمر تغير المناخ  COP27  ونحن على مشارف استضافة هذا الحدث العالمي والذي يعد اكبر المؤتمرات للتعاون متعدد الأطراف على مستوى الأمم المتحدة من حدة التفاوض والمناقشات والتوصيات بين الدول المتقدمة والدول النامية وكيفية ترجمة الالتزامات فى اتفاق باريس لتوصيات، مشيرة أن هناك شقين لهذا المؤتمر أحدهما خاص بالمسار التفاوضى الرسمي والخروج بتوصيات مؤتمر جلاسكو، وهناك شق غير رسمي وهو ما يحظي باهتمامنا، حيث نسمي مؤتمر تغير المناخ  COP27 مؤتمر التنفيذ بعد الانتهاء من مرحلة تحويل صياغات اتفاق باريس إلى خطة عمل بانتهاء مؤتمر جلاسكو لمؤتمر التنفيذ، مبدية أملها بالإتيان بكل المشروعات على مستوى العالم، والتي تم تنفيذها على مستوى المجتمعات المحلية والحكومات المركزية كمشروعات قومية وعلى مستوى القطاع الخاص وعرضها للعالم كنموذج يمكن من خلاله للعالم معًا الوصول لفكرة مواجهة تغير المناخ إذا تم الإسراع من وتيرة تنفيذ هذه المشروعات.

 

وأضافت وزيرة البيئة أن هناك قضية لم يتم التعرض اليها خلال المؤتمرات السابقة خاصة بالبعد الإنساني باعتبار أن مؤتمرات ال COP مسارا سياسياً فنياً يصحبه مجموعة من المباردات الدولية تحدث زخما والعمل على تمويل وتنفيذ تلك المبادرات، سواء فى الزراعة او الأمن الغذائي او لطاقة ، مضيفة أن توجيهات فخامة رئيس الجمهورية أكدت على أهمية دمج الشباب في مؤتمر المناخ ويكون لهم اجراءات واضحة يمكن من خلال المؤتمر عرضها.

 

وأوضحت وزيرة البيئة، أن فكرة الحوار الوطني الذي تم اطلاقه من مدينة شرم الشيخ والذي سنقوم به في جميع محافظات الجمهورية قائمة على رفع الوعي والحديث مع المواطنين واخذ مقترحاتهم وافكارهم وخلق رسالة قوية ومختلفة للعالم أن جمهورية مصر العربية شعبها وفئاتها تتحدث وتضع إجراءات للتصدى لآثار تغير المناخ، مضيفة أننا نعمل على وجود ممارسات جيدة والتكاتف للتصدي لاثار تغير المناخ وكل ممارسة للفرد ستحدث فارقا في هذه القضية، باعتبارها قضية حياة أو موت.

 

وأشارت وزيرة البيئة خلال كلمتها أن آخر تقرير للهيئة الدولية الحاكمة يتحدث عن أن افريقيا منذ عام 1960 وحتى الآن فقدت 34% من الإنتاجية الزراعية لديها، والأطفال المولودين حالياً يواجهون نوبات حادة تساوى 7 اضعاف الاطفال المولودين في عام 1960 والفيضانات 3 أضعاف.

 

وتابعت وزيرة البيئة، أن تلك الأرقام بحاجة الى ترجمة لإجراءات ليست للحكومة والقطاع الخاص والبنوك وفقط ولكن على المواطن دور وإدراك لحتمية هذه القضية على حياته وحياة أولاده، مشيرة أن الدولة المصرية قامت بمشروعات مختلفة بالطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية مياه البحر وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي وتبطين الترع وحماية الشواطئ.

 

وفي ختام كلمتها أبدت وزيرة البيئة ترحيبها وفتح الباب أمام انضمام ومشاركة أفراد المعهد في الحوار، والاستفادة من الأفكار والمقترحات والأبحاث الخاصة بهم.

 

كما وجه رئيس المعهد القومي للتخطيط الدكتور أشرف العربي الشكر لوزيرة البيئة على تواجدها بالمؤتمر مبديًا استعداده، وإبداء الرغبة الأكيدة للمشاركة مع وزارة البيئة في التحضير للمؤتمر، سواء في إطار الحوار الوطني أو أي مهام بحثية أو علمية أو من خلال الأنشطة والفعاليات.

تم نسخ الرابط