قمة جدة.. الرئيس الأمريكي: الولايات المتحدة ستظل طرفا فاعلا في الشرق الأوسط
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن- أمام قمة جدة للأمن والتنمية- أن الولايات المتحدة ستظل طرفا فاعلا في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه في ظل تزايد التنافسية في العالم وتعقد التحديات يتأكد ارتباط مصالح بلاده بنجاحات الشرق الأوسط.
وقال بايدن: لن ندير ظهرنا ونترك فراغا تملؤه الصين وروسيا وإيران، موضحا أن إطار العمل الجديد فيما يخص الشرق الأوسط يقوم على خمسة مبادئ أساسية، أولها دعم وتقوية الولايات المتحدة لدور البلدان في النظام الدولي وضمان تمكن هذه البلدان من الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجية.
وشدد بايدن على أن الولايات المتحدة وكافة الدول المشاركة في القمة تقع في القلب من هذا النظام، لأنها ضد استخدام القوة العنيفة لتغيير الحدود، معتبرا أن إدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت لحظة مهمة أظهرت أن القيم الأساسية المتعلقة بالسيادة ووحدة الأراضي هي أمر عالمي.
كما أكد بايدن أن وحدة الدول تشمل أيضا شأن أمن الغذاء، إذ تم التعهد بمليارات الدولارات لرفع الأزمة في المنطقة، وتعهدت الولايات المتحدة بأكثر من مليار دولار منها.
وبشأن أمن الطاقة، قال بايدن: إنه تم الاتفاق على أهمية وجود مؤن كافية لسد الاحتياج العالمي، وأن منتجي النفط زادوا بالفعل من الإنتاج، كما يتم استثمار مئات المليارات من الدولارات بشكل جمعي في مبادرات الطاقة النظيفة وزيادة الطموح المناخي والعمل سويا لتنويع الإمداد والاستثمار في البنى التحتية المهمة، ونتطلع إلى استضافة مصر والإمارات العربية المتحدة لقمتي المناخ المقبلتين.
كما شدد بايدن على أن الولايات المتحدة لن تسمح لقوة إقليمية أجنبية بتعريض حرية الملاحة خلال الممرات المائية في الشرق الأوسط، والتي من بينها مضيق هرمز وباب المندب، للخطر، مؤكدا أن بلاده لن تتسامح أيضا مع جهود أي دولة للهيمنة على أخرى في المنطقة من خلال الحشود العسكرية والتوغلات والتهديدات الأخرى.
ولفت بايدن إلى أن التدفق الحر للتجارة والموارد في الشرق الأوسط هو شريان الحياة للاقتصاد العالمي، منوها بأنه عندما تلتزم الدول بالقواعد الدولية ينجح الأمر.
وأشار بايدن إلى أن إدارته جعلت حماية تلك الممرات المائية الحيوية أولوية، حيث تم إنشاء فرقة عمل بحرية للعمل بالشراكة مع الكثير من القوات البحرية العربية للمساعدة في تأمين البحر الأحمر، وهذا يتضمن أول فرقة عمل بحرية تستخدم سفن خدمة متعددة الأفراد وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحسين التوعية البحرية.
وأشار أيضا إلى أنه سيتم تدشين دفاعات جوية وأنظمة إنذار مبكر لضمان أنه يمكن هزيمة التهديدات الجوية، مبينا أن الولايات المتحدة لن تستهدف ردع التهديدات على الاستقرار الإقليمي فحسب، بل ستعمل أيضا على خفض التوترات وخفض التصعيد للصراعات حيثما كان ذلك ممكنا.
وأضاف بايدن أن هذا النهج بالفعل يأتي بفائدة، كما في اليمن، حيث يتم العمل عن كثب مع السعودية والإمارات وسلطنة عمان والأمم المتحدة، كما تم تشكيل هدنة التي دخلت في اسبوعها الخامس عشر، مرحبا بقيادة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لجمع دول من المنطقة معا من أجل إجراء محادثات في بغداد.
جدير بالذكر أن قمة جدة للأمن والتنمية انطلقت منذ قليل بجدة بالمملكة العربية السعودية، بحضور قادة 10 دول، ورحب فيها الامير محمد بن سالمان ولي العهد السعودي بالحضور، ونقل إليهم تحيات الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وتمنياته لهذه القمة بالنجاح.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وصل صباح اليوم السبت، إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في "قمة جدة”، التي تجمع قادة مصر والعراق والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن مشاركة الرئيس السيسي في قمة جدة للأمن والتنمية، تأتي في إطار حرص مصر على تطوير المشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية، على نحو يلبي تطلعات ومصالح الأجيال الحالية والقادمة من شعوب المنطقة، ويعزز من الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الاقليمية والعالمية، وكذلك التشاور والتنسيق بشأن مساعي الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، فضلاً على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات التاريخية المتميزة مع جميع الدول المشاركة بالقمة.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي سيعقد عددًا من اللقاءات الثنائية مع القادة المشاركين في قمة جدة من أجل التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية معهم، وكذا مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.



