الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تفاصيل الجلسة الختامية بالمؤتمر السنوي لأورام الجهاز التنفسي

مؤتمر أورام الرئة
مؤتمر أورام الرئة

قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، إن كل الدراسات الخاصة باقتصادات الصحة في العالم، أكدت أن تكلفة العلاج نتيجة التدخين ضخمة للغاية، مشيراً إلى أن الضرائب وكل الرسوم التي تدخل الدولة أقل بكثير من الأضرار التي تعود عليها نتيجة الإنفاق على المرضي، وهذا ما يؤكد أن الخسارة الناتجة عن التدخين كبيرة.

جاء ذلك خلال الجلسة الختامية لـ "المؤتمر السنوى لأورام الجهاز التنفسي"، الذي انعقد برعاية أكاديمية البحث العلمي، وشارك فيه نخبة من الخبراء الأمريكيين، وضم عدد من المتحدثين بالمؤتمر على مدى يومين، وصل إلى 30 متحدثا و400 متخصص فى مجال علاج أورام الرئة.

وقال تاج الدين، أن أي دولة في العالم لم تتمكن من منع التدخين نهائيا، ومنها الدول التي حظرت التدخين في بعض المناطق، لافتاً إلى أن الأهم في تلك القضية هو التغلب على الجزء السلبي، موضحاً أن هناك من يرى أن غلاء أسعار السجائر يقلل من استخدمها، وهذا ليس صحيحا في كل الأوقات، أو بكل الطرق، فينبغي الإعلان عن زيادة الأسعاردون توضيح أن السبب هو إبعاد المدخن عن تلك العادة، حتى لا تأثي بآثار عكسية معه.

وأكد مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، أن التدخين أحد أهم مسببات سرطان "الفم – الرئة – البنكيرياس – المثانة"، وهذا نتيجة السموم الناتجة عن التدخين، الأمر الذي يستلزم تضافر الجميع "دولة ومجتمع ومؤسسات"، مشيراً إلى أن هناك الكثير من المشكلات المرتبطة بالتدخين منها أمراض القلب وليس سرطان الرئة فقط.

وشدد تاج الدين على أن كل الأشكال الخاصة بالتدخين مضرة، وتسبب نفس الأمراض، بما في ذلك التبغ المسخن وغيره من الأشكال الجديدة.

تكثيف الحملات عن أضرار التدخين

ومن جانبه، شدد الدكتور حسين خالد، وزير التعليم العالي الأسبق، عميد معهد الأورام الأسبق، على ضرورة التوعية والتثقيف الشعبي عن الأورام بصفة عامة، وسرطان الرئة بصفة خاصة، من خلال حملات توعوية للتعريف بمسببات المرض والأشياء التي يجب تجنبها، موضحاً أن مصر لها تجربة رائدة في القضاء على فيروس "سي"، عن طريق المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة، والتي تبعها عدد من حملات التوعية بالتوازي مع انطلاق الحملة، وكانت النتيجة في النهاية هي القضاء علي الفيروس نهائياً.

وأشار عميد معهد الأورام الأسبق، إلى أنه لا بد من تكثيف الحملات للتوعية بمخاطر التدخين، بوصفه أحد أهم مسببات سرطان الرئة، ونريد تكرار ما حدث في المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي، الذي يعد المدخل الرئيسي لسرطان الكبد.

صحة النواب تكشف موازنة الصحة الجديدة

وقال الدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة الأسبق، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أن هناك أمورا جيدة للغاية في ملف الصحة في مصر، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن  موازنة الصحة زادت العام الحالي 15% عن العام الماضي، وكنا نأمل في زيادة أكثر من ذلك،  موضحاً أنه عندما كان وزيراً للصحة كانت موازنة الوزارة 42 مليار جنيها، وصلت العام الماضي 128 مليار جنيه، والعام الحالي 148 مليار جنيه، وهو ما يعني أن الدولة تضع هذا الملف على رأس الأولويات.

وتابع حاتم، قائلًا: من المفترض مع الأزمات العالمية، من ارتفاع سعر الدولار وكورونا والحرب الروسية الأوكرانية، أن يتم تثبيت الموازنة، ولكنه لم يحدث، مشيراً إلى أنه تم زيادة بعض المخصصات الداخلية في موازنة الصحة الداخلية، وعلى رأسها العلاج على نفقة الدولة، بزيادة مليار جنيه عن العام الماضي، لتصل إلى 10 مليارات في الموازنة الجديدة، بالإضافة إلي زيادة المستشفيات الجامعية 3 مليار جنيه.

وأكد رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أن هناك خطوات فعالة بمساعدة الدكتور عوض تاج الدين، من أجل الانتهاء من قانون المسؤولية الطبية، وهناك دراسة للمقترحات المتقدمة، وملاحظات من وزارة العدل يتم دراستها، ومن المقرر أن تبدأ الخطوات الفعلية عقب عيد الأضحى، موضحا أنه تم تغليظ العقوبات الخاصة بالاعتداء على الفريق الطبي، لتصل إلى 200 ألف جنيه غرامة، و5 سنوات سجن.

الخلل الجيني في علاج الأورام

وقال د. عبدالرحمن محمد، سكرتير الجمعية المصرية لأورام الجهاز التنفسي، رئيس المؤتمر، أستاذ الصدر بالمعهد القومي للأورام، أن الجديد في المؤتمر هذا العام أيضا، استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن أورام الرئة والجهاز التنفسي قبل ظهور الأعراض، عن طريق سوفت وير يوضح أكثر البؤر المتواجدة في الرئة وأكثرها خطورة، للتركيز عليها في المتابعة والعلاج، موضحاً أن بين أبرز المحاور التي تم التركيز عليها في النسخة الحالية للمؤتمر، هو الجديد في العلاج سواء الموجه أو المناعي، ومعرفة الخلل الجيني في العلاج، والتركيز على علاج أخر ذا فاعلية، وذلك عن طريق أجهزة ذات مواصفات معينة لا تتواجد في الكثير من المستشفيات والمراكز البحثية.

الجينوم المرجعي المصري

وقال اللواء طبيب خالد عامر، رئيس مركز البحوث الطبية والطب التجديدي بالقوات المسلحة، إن مشروع الجينوم المرجعي للمصريين، بدأ بتصور من داخل المركز للخروج بمعلومات وأبحاث مصرية خالصة، وتم تلقي طلبات الجهات المعنية للمشاركة في هذا المشروع المهم، وذلك ضمن خطة الدولة الاستراتيجية 2030.

وأوضح رئيس مركز البحوث الطبية، أن هناك ما يقرب من 11 جهة ومؤسسة تعمل في هذا المشروع المهم، من أبرزها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من الجامعات.

الامتناع عن التدخين يقي من سرطان الرئة بنسبة 90%

ومن جانبها أكدت اد. ابتسام سعد الدين، أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة، أن سرطان الرئة يعد من أخطر أنواع السرطانات، والاكتشاف المبكر له يزيد من نسب الشفاء، موضحة أنه لابد من معرفة مسببات أي مرض للقضاء عليه، والتدخين هو من أهم مسببات سرطان الرئة، والامتناع عنه يحد من الإصابة بهذا النوع من الأورام بنسبة تزيد عن 90%.

وأوضحت أن الدولة المصرية تولي اهتماما كبيراً بهذا المرض، والدليل على ذلك إطلاق المبادرة الرئاسية للاكتشاف المبكر وعلاج الأورام السرطانية، مشيرة إلى أن سرطان الرئة في مرحلة الأولي يكون للعلاج فاعلية كبيرة، ولكن عندما تتدهور الأمور وتصل المضاعفات إلى خروج دم أثناء الكحة، وضيق في التنفس، بذلك تكون الحالة وصلت إلى مراحلة متقدمة وخطيرة، ومن هنا تأتي عظمة وأهمية المبادرة الرئاسية التي ستؤتي نتائج على المستوي الصحي، في سرعة الكشف المبكر، وعلى المستوى الاقتصادي في تحسين الصحة العامة للمواطنين، وتقليل النفقات على العلاجات في المراحل المتقدمة بعد الاكتشاف المبكر.

الذكاء الاصطناعي والاكتشاف المبكر لأورام الرئة

وأكدت الدكتورة نهى عوض، رئيس الشبكة القومية لأبحاث السرطان، أن هناك جلسة خاصة عن البحث العلمي فى مصر، وآليات تنفيذ المشروعات البحثية في إطار القوانين الجديدة المتعلقة بالبحث العلمي خلال الفترة الحالية، وأوضحت أن المؤتمر ناقش عدد من المحاور تتضمن الاكتشاف المبكر لأورام الرئة، وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي فى الاكتشاف المبكر لأورام الرئة، ومن بين المحاور التي تمت مناقشتها، اكتشاف الأورام من عينات الدم باستخدام أجهزة مستحدثة لهذا الغرض، وكذلك استخدام أحدث التقنيات في العلاج الجراحي فى مراحل المرض المتعددة لأورام الرئة، واستخدام أحدث بروتوكولات للعلاج المناعي والموجه.

تم نسخ الرابط