السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

المنتج مارك لطفي في كايرو فيلم فاكتوري: الميزانية المحدودة تحرر صانع الأفلام

بوابة روز اليوسف

استضافت "كايرو فيلم فاكتوري" المنتج والمخرج مارك لطفي،مؤسس فيج ليف ستوديو،أحد أبرز شركات الإنتاج السينمائي المستقل في مصر والمنطقة العربية،والذي شارك في إنتاج العديد من الأفلام التي حازت على التقدير على المستوى العالمي. 

 

تناول اللقاء الذي حضره مجموعة من صناع الأفلام،التحديات المختلفة التي تواجه صانع الفيلم في اختيار فكرة الفيلم،ومن بينها أصالتها وعلاقتها بالواقع والمحيط الثقافي والاجتماعي وعلاقتها بسياقها الإنتاجي،وجمهورها المستهدف. 

 

وقال مارك لطفي - خلال كلمته - إن صناعة فيلم بميزانية محدودة ينبغي أن يكون اختيار،وليس نتيجة لمحدودية الموارد،لأن التخلص من عبء الميزانيات الكبيرة،التي تتجاوز قدرة المخرج وفريق العمل على إنجاز الفيلم بالاعتماد على إمكانياتهم المادية والفنية والتقنية المتاحة يضمن لهم حرية الاختيار والتعبير والتجريب،مشيرًا إلى أن استثمار عدد كبير من الجهات المانحة والإنتاجية في مشروع فيلم يكبل صانع الأفلام بالمخاوف والتوقعات والقيود التي تحد من حريته.

 

وتابع :"مع زيادة الاستثمار يزداد القلق وتزداد القيود، الميزانية المحدودة تساوي الحرية" مشيرًا إلى أن وضع تصورات إنتاجية ضخمة لصناعة الفيلم يجعل صانع الأفلام مشاركًا في وضع العقبات، مؤكدا ضرورة العمل الجماعي ضمن فريق متجانس في الرؤية والأهداف كأحد العوامل الجوهرية لمواجهة مختلف التحديات التي تفرضها الصناعة، موضحا أن "العمل الجماعي يتيح عدد لا متناهي من الحلول الإنتاجية والفنية التي تعزز حرية الاختيار".

 

وأشار لطفي إلى أن وجود أطر سائدة للجهات المانحة والإنتاجية بتنوعاتها هو أمر واقع في صناعة الأفلام، لكن هذه الأطر ليس من المستحيل اختراقها، شرط أن يكون صانع الأفلام واعيًا بالأفكار التي يرغب في التعبير عنها وأن يعمل بروح الباحث ليمتلك رؤيته الخاصة. فعندما يواجه صانع الأفلام الأطر السائدة بامتلاك أدواته ورؤيته ووعيه الخاص والأرض الصلبة التي يقف عليها يجعله ذلك في موقف ندي وليس في موقع الخاضع لتلك الأطر. 

وأضاف أن الخضوع لمعايير الأطر السائدة ليس صعبًا، لكن على صانع الأفلام أن يطرح على نفسه سؤال جوهري وهو هل هذا حقًا ما أرغب في فعله؟ وهل هذا ما تعنيه السينما بالنسبة لي. مشيرًا إلى أن طرح خطاب بديل يتطلب من صانع الأفلام أن يمتلك الأدوات التي تجبر الآخر على التعاطي مع هذا الطرح بجدية،وقال "إذا رغبت في فرض طرح بديل عليك أن تكون مقنعًا،فالسير عكس التيار يحتاج إلى البحث والدراسة وامتلاك الدليل على أهمية ما تمتلكه من أفكار". 

ونوه مارك إلى أن الواقع المصري يتمتع بفرص لا محدودة من الأفكار والقصص والطبقات الاجتماعية والثقافية والسياسية والمفاجئات التي لا يصدقها عقل والتي تحتاج إلى صانع أفلام يعمل بروح الباحث المهووس بالمعرفة. وقال "عندما يطرح الآخر مواضيع محددة لأنه يرى أن لها الأولية،فإن مواجهة ذلك لا تأتي بخطاب المظلومية وإنما بطرح بديل يجبره على مناقشتك في أولوياتك أنت" 

وبدورها ..قالت المخرجة ناهد نصر مؤسسة "كايرو فيلم فاكتوري" أن مارك لطفي يتمتع بخبرة ممتدة في مجال الإنتاج السينمائي المستقل، وفي مجال الشراكات الإنتاجية تمكنه من امتلاك رؤية ملهمة لصناع الأفلام على أول الطريق،مشيرة إلى أن أحد أهداف سلسلة اللقاءات الشهرية في كايرو فيلم فاكتوري التي تحظى بمشاركة صناع الأفلام من أجيال مختلفة هو مشاركة وتبادل الرؤى والخبرات والحلول في صناعة الأفلام. 

يذكر أن المنتج والمخرج مارك لطفي أسس "فيج ليف ستوديو" عام 2005 لتصبح أحد أبرز شركات الإنتاج السينمائي المستقل في المنطقة. وشارك في إنتاج العديد من الأفلام التي حازت على جوائز وشاركت في مهرجانات دولية مرموقة،من بينها "وجوه" للمخرجة دينا ناصر والذي حاز على تنويه خاص من لجنة تحكيم الأطفال لأفضل فيلم قصير في مهرجان برلين السينمائي ٢٠٢٤، و"كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير،الحائز على السعفة الذهبية في قسم نظرة ما بمهرجان كان ٢٠٢٣،وفيلم "ستاشر" للمخرج سامح علاء،الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي ٢٠٢٠،وفيلم "سعاد" للمخرجة آيتن أمين (اختيار مهرجان كان ٢٠٢٠ وبرلينالة وتريبيكا ٢٠٢١)،و"كباتن الزعتري" للمخرج علي العربي (اختيار صندانس ٢٠٢١) .

أخرج لطفي عدة أفلام قصيرة من بينها One Night Stand عام ٢٠١٩ بالمشاركة مع المخرجة نور عابد،وشارك في عدة مهرجانات من بينها مهرجان جيلافا السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية،ومهرجان جابس،ومهرجان شيكاغو السينمائي لأفلام الاندر جراوند. كما شارك في تأسيس "سنيديلتا" وهي مدرسة مستقلة للأفلام الوثائقية تهدف إلى خلق فرص لصانعي الأفلام الشباب من خلال تبادل الخبرات مع خبراء السينما الدوليين.  

تم نسخ الرابط