عاجل.. ٦٨ عامًا على رحيل "صاحب أول رواية عربية"

تحل اليوم الأحد، الذكرى ٦٨ لرحيل المؤرخ، الشاعر، الأديب، والسياسي محمد حسين هيكل، الذي وافته المنية 8 ديسمبر 1956، ليترك خلفه إرثًا أدبيًا غنيًا يؤثر في أجيال كثيرة، فهو الذي كان له السبق والريادة في عالم الأدب والفكر، فكان أول من كتب الرواية العربية " زينب" وقدم لنا من خلالها صورة واقعية للمجتمع المصري في عصره، لتصبح هذه الرواية علامة فارقة في تاريخ الأدب، وتحوّل لأول فيلم صامت في مصر، والتي التزم فيها بقواعد القصة الفنية.

وكانت بداية الانطلاق لأعمال روائية لكبار الكتاب مثل" محمود عباس العقاد، وطه حسين، والمازني، وتوفيق الحكيم"، ولقب بأبو الرواية المصرية.

كما أنه أتاح لأصحاب القلم والبيان كتابة التاريخ الإسلامي على نحو جديد يجمع بين العمق والتحليل، والأسلوب الشائق، والربط المحكم بين أحداث التاريخ. وكتب أيضًا أدب الرحلة، وسجَّل هيكل خواطره في كتابه " في منزل الوحي"، ودوَّن مذكراته السياسية، وما شاهده وشارك فيه من أحداث في كتابه" مذكرات في السياسة المصرية"، فكان له دور حركي كبير في التاريخ السياسي المصري الحديث ومن أعماله أيضا: ثورة الأدب، الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة، الإيمان والمعرفة والفلسفة وغيرها.

ولد محمد حسين هيكل فى20 أغسطس عام 1888، في مدينة المنصورة، لأسرة ثرية، تخرج في مدرسة الحقوق الخديوية عام 1909و حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة السوربون في فرنسا عام 1912، وعمل في المحاماة لمدة 10 سنوات بعد عودته من فرنسا، كما عمل بالصحافة، وتأثر بأفكار أحمد لطفي السيد، والتزم بتوجيهاته، كما تأثر أيضًا بأفكار الشيخ محمد عبده وقاسم أمين وغيرهما. شارك هيكل في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة وفقًا لتصريح 28 فبراير 1922.

وعين هيكل رئيسًا لتحرير جريدة السياسة الأسبوعية عام 1926 التي كان يصدرها حزب الأحرار الدستوريين.

اختير وزيرًا للمعارف أكثر من مرة :الأولى في وزارة محمد محمود عام 1938، والثانية عام 1940 في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى عام 1944، وأُضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1945. اختير نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين عام 1941، ثم تولى رئاسة الحزب عام 1943، وظلَّ رئيساً له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952. تولى هيكل رئاسة مجلس الشيوخ من عام 1945 حتى عام 1950.

كما تولى أيضًا تمثيل السعودية في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945، رأس هيكل وفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة.