عاجل.. لجنة تحكيم جائزة نوبل للسلام تتجاهل "ترامب" وتمنحها لـ"ماتشادو"
تجاهلت لجنة نوبل للسلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعلانها الصادر اليوم، مانحة الجائزة لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، رغم توسط ترامب في اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب الدامية في غزة.
وووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية اليوم الجمعة، قال يورجن واتن فريدنس، رئيس لجنة نوبل النرويجية في أوسلو، إن الجائزة ذهبت إلى ماتشادو تقديرًا لجهودها المتواصلة في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا، وسعيها من أجل انتقال سلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.
اختيار اللجنة جاء مخالفًا للتكهنات التي سادت خلال الأسابيع الماضية، بعد أن تصدّر اسم ترامب قوائم الترشيحات غير الرسمية، خصوصًا عقب إعلانه خطة السلام المكونة من عشرين بندًا لإنهاء الصراع في غزة، والتي أفضت إلى اتفاق مرحلي بين إسرائيل وحماس يقضي بوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن وفتح الطريق نحو تهدئة دائمة.
ورغم أن ترامب قدّم نفسه كصانع سلام وباني جسور في الشرق الأوسط، فإن اللجنة لم تدرج اسمه ضمن القائمة النهائية التي أغلقت في يناير الماضي، قبل عودته رسميًا إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية. وتشير اللوائح إلى أن جائزة هذا العام خُصصت للأعمال المنجزة خلال عام 2024، وهو العام الذي انتُخب فيه ترامب لكنه لم يتسلم فيه السلطة بعد.
وخلال الأشهر الماضية، تلقى ترامب أكثر من عشرة ترشيحات للجائزة من شخصيات دولية، بينها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، إضافة إلى مشرعين من الولايات المتحدة والسويد والنرويج. غير أن الترشيحات وحدها لا تضمن إدراج الأسماء في القائمة النهائية، التي تحتفظ بها اللجنة بسرية تامة.
وسعى ترامب خلال الأسابيع الأخيرة إلى تعزيز صورته كصانع للسلام، إذ أعلن بنفسه عن الاتفاق بين إسرائيل وحماس واصفًا إياه بأنه "الإنجاز الأبرز" في ولايته الثانية، مؤكدًا أنه نجح في "إنهاء ست حروب" خلال فترة قصيرة. كما نقلت وسائل إعلام نرويجية أنه اتصل شخصيًا بالرئيس السابق لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ للضغط من أجل دعمه في الفوز بالجائزة.
وفي المقابل، رأى عدد من الخبراء أن ترامب لم يستوفِ بعد معايير جائزة نوبل التي حددها مؤسسها ألفريد نوبل، والمتمثلة في العمل من أجل الأخوة بين الأمم وتقليص الجيوش وتعزيز مؤتمرات السلام. وقالت نينا جرايجر، مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو، إن انسحاب الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الأولى من منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ، وشنه حروبًا تجارية على حلفائه، لا يتسق مع مفهوم السلام العالمي.
ورغم الانتقادات، يعتقد مراقبون أن وساطة ترامب في غزة قد تضعه على رأس قائمة الترشيحات في العام المقبل، إذا ما نجحت خطته في تثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة الأرضية لسلام دائم في المنطقة.
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه روسيا دعمها لترشيح ترامب للجائزة المرموقة، بينما أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لترشيحه مقابل حصول كييف على صواريخ توماهوك الأمريكية.
ورغم غيابه عن منصة نوبل هذا العام، يواصل ترامب الإصرار على أنه "صانع السلام العالمي"، معتبرًا أن تجاهله من قبل لجنة نوبل يمثل "إهانة كبرى"، بينما يرى مراقبون أن التجاهل لا يلغي حقيقة أن اتفاق غزة، إن كُتب له النجاح، سيُسجل في التاريخ بوصفه أهم إنجاز دبلوماسي في ولايته الثانية.



