"أرمن مظلوميان": مصر تشارك في الذكرى 103لإبادة الأرمن
كتبت - هدى المصرى
شارك الوفد الإعلامي المصري الذي زار جمهورية أرمينيا مؤخرًا في المراسم التي أقامتها بمناسبة الذكرى 103 على إبادة الأرمن.
وقال الدكتور أرمن مظلوميان، رئيس الجالية الأرمنية في مصر، في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف": إن إحياء ذكرى الإبادة التركية للأرمن، حظيت هذا العام باهتمام كبير ومشاركة عدد واسع من الوفود العربية في المراسم التي أقامتها أرمينيا في 24 أبريل 2018 بمناسبة الذكرى 103 على الإبادة، لافتًا إلى أن الوفد المصري كان أحد أبرز الحضور في مشاهد ذكرى الإبادة، في حضور طارق معاطي السفير المصري المعتمد لدي أرمينيا، إضافة إلى وفد دول الإمارات وسوريا والعراق.
وأضاف مظلوميان: عقد بالتزامن مع إحياء ذكرى الإبادة في العاصمة يريفان، مؤتمر كبير حول آفاق وتطوير العلاقات العربية الأرمينية كان هو الحدث الأبرز، والذي يعتبر الأول من نوعه، وجاء المؤتمر برعاية الأكاديمية الوطنية والعلوم بأرمينيا ومؤسسة الأهرام الصحفية، تحت عنوان "العلاقات العربية الأرمينية من الإبادة إلى التحديات الحديثة"، وشاركت الأهرام بأوراق عمل، قدمها الباحثان بمركز الأهرام عاطف سعداوي وكرم سعيد، وركزت الأوراق على المواقف المصرية والعربية بشقيها الشعبي والرسمي من مسألة الإبادة، إضافة إلى عرض كاشف للتحديات التي تواجه تطوير العلاقة بين العرب وأرمينيا، وكذا طرح مجموعة من الأفكار لتعزيز التعاون بين الطرفين وللقفز على التحديات التي تواجه العلاقة.
في المقابل شارك عدد من الأكاديميين والباحثين الأرمن بعدد من الأوراق تناولت أوضاع الجالية الأرمينية في سوريا، ودور حزب تركيا الفتاة في إبادة الأرمن، إضافة إلى ورقة أخرى تناولت العملية التركية في عفرين.
افتتح المؤتمر رئيس الأكاديمية روبين سافراستيان، والذي أكد حرص أرمينيا على دعم العلاقة مع العرب، إضافة إلى تجربته الخاصة في مصر، ومع صحيفة الأهرام ومركز الدراسات، كما تحدثت أراكس باشيان نائب مدير الأكاديمية عن توجهات السياسة الخارجية الأرمينية تجاه العالم العربي، وأكدت في ورقتها عمق هذه العلاقة، وكيف أن العالم العربي كان سندًا لأرمينيا في قضاياها. وبالرغم من أنها أشارت إلى حاجة أرمينيا إلى مزيد من الدعم العربي، فأنها أكدت في الوقت ذاتها أن ثمة فرصة مواتية في المستقبل لتفعيل روابط العلاقة بين الطرفين، خاصة أن المحور العربي يعد أحد مرتكزات السياسية الخارجية الأرمينية.
حضر المؤتمر عدد من المسؤولين الأرمن، في مقدمتهم نائب وزير الخارجية أرمين بابيكيان، وعدد من الباحثين والمهتمين الأرمن، إضافة إلى سفراء مصر والإمارات ومندوب السفارة العراقية.
وخلص المؤتمر إلى عدد من النتائج والتوصيات، أهمها الحرص على استمرار المؤتمرات والندوات الأكاديمية بين الطرفين، إضافة إلى بذل جهود إضافية لتعزيز اللقاءات السياسية بين المسؤولين في أرمينيا والمسؤولين في العالم العربي.
في لقاءات عديدة أجراها الوفد المصري المشارك في الاحتفالية التي شهدتها أرمينيا بمناسبة مرور 103 أعوام على الإبادة، وفي إطار تعزيز العلاقات العربية الأرمينية، عقد الوفد المصري المكون من عاطف سعداوي مدير تحرير مجلة الديمقراطية، وكرم سعيد الباحث بالمجلة والمتخصص في الشؤون التركية، ود. أرمن مظلوميان رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية، سلسلة من اللقاءات أولها، كانت مع مسؤول لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأرمينيى شيراك طوروسيان، وتم استعراض مختلف الملفات التي تمس العلاقة بين أرمينيا والعالم العربي. كما أشاد وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان إلى المواقف العربية من الإبادة الأرمينية في العام ١٩١٥، وكيف احتضن العرب، وبخاصة المصريين الأرمن. كما أكد ضرورة تطوير ودعم العلاقة بين أرمينيا والعالم العربي، خاصة أن الفرص الاستثمارية والتقارب السياسي بين الطرفين يمثل أرضية خصبة لبناء علاقات متينة.
واتفق الجانبان على أن يبدأ الجانب الأرميني بالبحث الجاد عن الوثائق التي تمس قضية الإبادة، وبخاصة تلك الموجودة في أرشيف وزارة الخارجية المصرية وأرشيف مؤسسة الأهرام ودار الكتب والوثائق القومية. ووعد الجانب الأرمينيى بتكثيف التعاون مع القاهرة بشأن هذا الملف.
كما التقى الوفد المصري نائب وزير الخارجية الأرميني أرمين بابيكيان، وكان اللقاء كاشفًا عن عمق العلاقة، لكنه لم يخلو من التطرق بشكل صريح إلى التحديات التي تواجه تطوير العلاقات، من أهمها الاعتراف المصري والعالم العربي بالإبادة الأرمينية، خاصة أن العلاقة مع تركيا اليوم في أسوأ حالتها، وهو ما يمثل فرصة لتمرير الاعتراف بقضية الإبادة.
لكنه في المقابل ثمن الدور المصري بشأن قضية ناكورنو كارباخ، وكيف أن مصر مارست دورًا متوازنًا.
نائب وزير الخارجية أكد أن هناك جهودًا مشتركة بين البلدين، وبرز ذلك في زيارة وزيرة الاستثمار د. سحر نصر لأرمينيا قبل فترة، إضافة إلى مساعٍ للتحضير للقاء رئاسي يجمع بين الرئيس المصري ونظيره الأرميني.
من جهته أكد الوفد المصري الصورة الذهنية الإيجابية للأرمن في مصر والعالم العربي، وأن مسألة الاعتراف الرسمي بالإبادة هي مسألة وقت وبانتظار مناخ سياسي ملائم، خاصة أن مصر لا يمكن لها أن تعترف بهذه المسألة نكاية في تركيا، أو أن تستثمر القطيعة مع تركيا لممارسة سياسات كيدية، خاصة أن السياسة الخارجية المصرية ترتكز في جوهرها على الأخلاق والمبادئ والقيم، وإذا كانت القاهرة لم تعترف بعد بالإبادة، فهي لا تنكرها، والدليل على ذلك التحركات الجادة في الفترة الأخيرة على مستويات إعلامية وبرلمانية وقضائية بشأن قضية إبادة الأرمن.
واتفق الجانبان على ضرورة الإسراع بوتيرة التعاون بين مصر وأرمينيا، ووعد بتوفير كل الضمانات والسبل التي يمكن أن تساعد في بناء علاقات قوية ومتينة بين أرمينيا والعالم العربي، خاصة مصر.
على صعيد متصل لقى الوفد المصري حفاوة واستقبالًا كبيرين من الجانب الأرميني، وأكد الوفد المصري بعد زيارته عددًا من الأماكن التاريخية والسياحية في أرمينيا على موقع أرمينيا في المشهد السياحي العالمي بما تملكه من طبيعة خلابة، ومواقع سياسية فريدة من نوعها. وأكد الوفد المصري أن هناك فرصًا استثمارية كبيرة في قطاع السياحة الأرميني، وأن هذه الصورة لابد وأن ينقلوها للقاهرة وللمهتمين بالعمل في الاستثمار السياحي. كما قام سفير مصر بأرمينيا طارق معاطي وحرمه بإقامة مأدبة عشاء على شرف الزيارة بمنزله، حضرها شخصيات عامة وعدد من ممثلي الوكالات والصحف الأرمنية بالإضافة إلى بعض رجال الأعمال.



