نص كلمة السيسي في القمة المصرية القبرصية اليونانية (فيديو)
كتبت - رفيدة عوضين
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة في مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، وتقدم بوابة "روزاليوسف"، نص كلمة الرئيس، والتي جاءت كالتالي:
"لقد اكدنا في اجتماعنا صباح اليوم التزامنا في العمل سويًا من اجل ترجمة ارادتنا المشتركة إلى مزيد من الخطوات العملية للانطلاق بمختلف مجالات التعاون إلى ابعد مدى، استنادًا إلى قناعة راسخة بما تضيف لهذه الآلية من قيمة حقيقية وما تشكله من نموذج يحتذى به للتعاون الاقليمي في خضام التحديات المتصاعدة التي تمر بها المنطقة.
إنني على ثقة أن قمتنا الثلاثية وما تشهده من زخم سياسي واقتصادي إلى جانب علاقات الصداقة والتعاون فيما بين دولنا وشعوبنا ستمثل دائمًا حصنًا منيعًا في مواجهة تلك التحديات المتصاعدة، وعلى رأسها اتساع دائرة التطرف والارهاب الذي يسعى لتحقيق اهداف باسم الدين، سواء لهدم مفهوم وكيان الدولة الوطنية ومؤسساتها أو لتدمير المجتمعات والحضارة الإنسانية، فضلًا عن التحديات المتعلقة باللاجئين والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
ولقد استأثرت المنطقة والتطورات الجارية فيها بجزء مهم من مباحثاتنا، حيث ناقشنا سبل التعامل مع الصعوبات القائمة التي تحيط بالواقع الاقليمي، مع تأكيد أهمية اضطلاع الاطراف الاقليمية والدولية كافة بمسؤولياتها في هذا الصدد من اجل تجنيب المنطقة المخاطر التي تحيط بها، وذلك من خلال احترام المبادي المستقرة بين الدول وإعلان قيم حسن الجوار والعيش المشترك، في اطار من سعة الافق ونبذ العنف والكراهية، واعتماد الحل السلمي للنزاعات كسبيل وحيد لاستعادة الامن والاستقرار في منطقتي الشرق الاوسط والمتوسط.
كما شهدت قمتنا اليوم تقاربا معهودا في الرؤى تجاه القضايا والأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والاوضاع في كل من سوريا وليبيا، فلا مجال سوى لوقف نزيف الدم وإعادة البناء والإعمار، الا بتسوية الازمات السياسية وتلبية طموحات الشعوب في مستقبل افضل، وبما يفوت الفرصة على التنظيمات الارهاب والمتطرفة التي تستغل تلك الازمات للنيل من دولنا وترويع شعوبنا، مستندين إلى ما يتلقوه من دعم مالي وسياسي ولوجستي من بعض الاطراف التي لا تتردد في الخروج عن القوانين والاعراف الدولية، كي توجد لنفسها موطئ قدم ونفوذ وتحقق مصالحها الضيقة على حساب مقدرات وارواح الشعوب المسالمة.
وفي هذا السياق فقد اكدنا انه لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها الحق في اقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصتها القدس الشرقية.
كما اكدنا ضرورة استئناف المسار السياسي في سوريا في اقرب فرصة بقيادة أممية وعلى أساس إعلان جينيف وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار رقم 2254، والعمل في الوقت ذاته على معالجة الوضع في ادلب بصورة تحول دون تسرب العناصر الارهابية المتطرفة إلى سائر دول المنطقة.
وانطلاقا من المبدأ ذاته أكدنا خلال قمتنا اليوم أهمية عدم ترك ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية أو جعلها بيئة حاضنة للتنظيمات الارهابية، وهو ما يستدعي تنفيذ اتفاق الصخيرات وكافة عناصر المبادرة الاممية للحل السياسي في ليبيا التي سبق الإعلان عنها في الماضي، مع العمل بالتوازي على توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا وتمكينها من القيام بمهامها لانهاء الاعتماد على الميليشات في تحقيق الامن.
وفيما يتعلق بالقضية لقبرصية فقد اكدنا على أهمية العمل على استئناف مسار المفاوضات من اجل توحيد البلاد وفقًا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة، وبما يرعى شواغل الجميع ودون فرض وصاية لأحد على الآخر.
كما احتلت موضوعات التعاون الثلاثي والموضوعات المشتركة اولوية متقدمة خلال جلسة المباحثات الموسعة بين وفود دولنا، انطلاقا من حرصنا المتبادل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، وتحقيق الاستفادة القصوى بما تحظى به دولنا الثلاث من امكانيات هائلة ومواقع جيواستراتيجية مميزة تؤهلها للانطلاق بمسيرة التعاون، لاسيما بمجال الطاقة ونقل الكهرباء وغير ذلك من المجالات الاقتصادية.
دولة رئيس الوزراء فخامة الرئيس..لا يسعني في نهاية كلمتي إلا ان اتقدم لكما بخالص الشكر على الدور المحوري والبصيرة النافذة والاقتناع الصادق باهمية الارتقاء بآلية التعاون الثلاثي، والانطلاق بها لآفاق أوسع في اطار من الاعتدال والانفتاح والحرص المتبادل على تعزيز دعائم الامن والاستقرار في المنطقة.. وشكرًا."



