محاربة ظاهرة زواج القاصرات بـ"فوتوسيشن"

كتبت - مروة فتحي

في ظل انتشار ظاهرة زواج القاصرات في الأقاليم والمناطق الشعبية بشكل يدعو للقلق، قام المصور الفوتوغرافي محمد عاطف مؤسس جروب "خط أحمر" بتصوير سيشن تصوير تحت عنوان "لا لزواج القاصرات"، يظهر طرق الزواج وكيف يدمر حياة الطفلة التي لا تعلم شيئًا عن معنى الزواج، وتجد نفسها في يوم وليلة في قبضة رجل يطالبها بحقوقه الشرعية التي لا تعلم عنها شيئًا.

عاطف أكد أن التجهيز للفوتوسيشن استغرق حوالي شهر ونصف الشهر، أما التصوير فاستغرق ساعة ونصف الساعة، لافتًا إلى أن ظاهرة زواج القاصرات كارثة كبيرة بكل المقاييس تعاني منها العديد من الفتيات في القرى والمناطق الشعبية في بعض الأحيان، مشيرًا بأصابع الاتهام إلى أهل الفتاة الذين يبيعون ابنتهم مقابل حفنة من المال، بالإضافة إلى الرجال الكبار الذين يسمحون لأنفسهم بالتقدم لفتاة تكون أصغر من أبنائه ولا يستثني من المسؤولية المحامي أو المأذون الذي يرتكب جريمة كتابة عقود الزواج، دون النظر لسن الطفلة التي يزوجها لرجل كبير.

وقام عاطف بتصوير للقوتوسيشن في منطقة نائية في إمبابة، وساعده أهل المنطقة في إنجاز مهمته، أما أبطال السيشن، فجميعهم يعملون بجمعية الوعد للتنمية والتدريب بإمبابة برئاسة شيماء علي، أما الطفلة بطلة العمل فتدعى "ريتاج" وتبلغ ٨ سنوات، وقد اختارها هو بنفسه وقد ساعده والدتها في تدريبها على الانفعالات وتعبيرات الوجه، واختيار الملابس المناسبة لها، لكنه لم يخبرها ما الدور الذي تقوم بتمثيله لأنها في النهاية طفلة صغيرة والموضوع أكبر من سنها.

هدف "السيشن" هو تغيير فكرة الناس وتغيير حياة طفلة أو أطفال قد يصبحون في نفس الظروف، وقد حرص عاطف على اختيار مكان التصوير بدقة والأشخاص وملابسهم وملامحهم بدقة حتى يعبروا عن الهدف من السيشن دون مبالغة أو مغالاة وكان هناك حرص على أن تكون الملابس مكرمشة لتعبر عن الفئة التي تقوم بتزويج بناتها في سن صغيرة بسبب فقرهم، وكان الأشخاص في السيشن حقيقيين وكذلك المباني حقيقية.

ووفقا لدراسة حديثة صادرة من وزارة الأسرة والسكان، تؤكد أن نسبة زواج القاصرات في بعض المحافظات وصلت الى 74% وكذلك دراسة أعدت بالتعاون بين وزارة التضامن ومنظمة اليونيسيف أشارت الى أن حالات زواج القاصرات في مصر تزيد على 40ألف فتاة، وأن مواليد هذه الزيجات وصلت إلى150 ألفًا بينما تبلغ نسبة زواج القاصرات في مصر حوالى 11%.